"إبداع في صناعة الأمراض": تحديات الطعام الغريبة تثير قلق خبراء التغذية وتحذيرات من "وصفات الموت السريع"!
شارك الخبر عبر:

في خضم موجة الترندات اليومية التي تجتاح منصات التواصل الاجتماعي، تبرز تحديات الطعام الغريبة كظاهرة مقلقة ومتكررة، تحوّل الأكلات المنزلية المعتادة إلى تجارب استعراضية لا تخلو من المجازفة الصحية.

إقرأ أيضا:

أردوغان: اكتشاف غاز جديد يغطي استهلاك المنازل التركية 3.5 أعوام

دراسة تحذر: فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يزيد خطر السكتة الدماغية لدى الشباب بشكل كبير!

“ترند التوست بالشاي بالحليب”: لذة زائفة تخفي مخاطر صحية جسيمة يحذر منها خبراء التغذية!

سداد رسوم المرافقين في 9 خطوات عبر منصة أبشر.. الدليل الكامل

اليوم العالمي لضغط الدم: الشاي والشوكولا الداكنة سلاحك الطبيعي لمواجهة ارتفاع الضغط!

برعاية السديس.. منصة عالمية جديدة لتعليم القرآن باستخدام الذكاء الاصطناعي

هل مكملات الألياف هي الحل السحري لفقدان الوزن مثل “أوزمبيك”؟ حقائق قد تُفاجئك!

وثائقي يكشف أسرار الزعيم؟ مشهد واحد غيّر مجرى حياة عادل إمام

الوسواس القهري ليس صفة شخصية… بل اضطراب معاناة صامتة

ترامب يُجدد هجومه على تايلور سويفت: “لم تعد جذابة منذ أن قلتُ أكرهها!”

فمن ابتكارات مثل “الكشري الحلو” الذي يدمج بشكل غير تقليدي طبقات متنوعة من الأصناف الحلوة في طبق واحد، وصولًا إلى تحديات “الأكل السريع” التي تُلزم المشاركين بابتلاع كميات هائلة من الطعام خلال دقائق معدودة، باتت هذه الصيحات الرقمية تشكل تهديدًا مباشرًا على الصحة العامة، خاصة بين الفئات الشابة.

“الكشري الحلو”.. قنبلة سعرات حرارية تهدد صحة الأطفال والمراهقين

وصفت أخصائية التغذية العلاجية والصحة العامة، شيماء حكيم، في تصريحات خاصة لموقع “24” هذه النوعية المستحدثة من الأطباق الحلوة بأنها “إبداع حقيقي في صناعة الأمراض”، محذرة بشكل خاص من تأثيرها المدمر على الأطفال والمراهقين.

وأشارت إلى أن العديد من هذه الفئة العمرية يعانون بالفعل من مقاومة الإنسولين، مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة المبكرة بمرض السكري نتيجة لهذه التحديات الغذائية غير الصحية.

وأكدت شيماء حكيم أن هذه الحلويات المبتكرة تمثل “كارثة حقيقية من حيث السعرات الحرارية”، حيث إن الطبق الواحد منها قد يحتوي على ما يتراوح بين 600 إلى 800 سعر حراري، تأتي غالبيتها العظمى من السكريات المكررة والدهون المشبعة الضارة.

وأوضحت أن المكونات الأساسية لهذا النوع من الحلوى تعتمد بشكل كبير على الدقيق الأبيض المعالج، والسكر بكميات هائلة، والسمن النباتي المهدرج، والقشطة الغنية بالدهون، والشربات السكرية المركزة.

هذا المزيج يجعلها وجبة فقيرة للغاية من حيث الفيتامينات والمعادن الأساسية والبروتين الضروري للجسم، بينما تعتبر غنية بمؤشر سكري مرتفع للغاية يرهق البنكرياس بشكل كبير، ويؤدي إلى ارتفاع مفاجئ وسريع في مستويات السكر في الدم، مما يعزز مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين مع مرور الوقت.

وحذرت الأخصائية من أن الدهون المستخدمة في هذه الوصفات تكون غالبًا مهدرجة أو مشبعة، مثل السمن النباتي، وهو ما يساهم بشكل مباشر في رفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم ويهدد صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.

كما أعربت عن قلقها البالغ من أن هذه الوصفات غير الصحية تُرسّخ لدى الأطفال والمراهقين ارتباطًا سلبيًا وغير صحي بالطعام، حيث يعتادون على النكهات القوية والمركزة التي تجعلهم ينفرون تدريجيًا من الفواكه والخضروات الطبيعية والمغذية.

وأشارت إلى أن هذه الملاحظات تتكرر بشكل ملحوظ في شكاوى الأمهات داخل العيادات التغذوية.

تحديات “الأكل السريع”.. ثقافة غذائية مدمرة ذات عواقب وخيمة

أما فيما يتعلق بتحديات “الأكل السريع”، التي تعتمد على تناول كميات كبيرة جدًا من الطعام في فترة زمنية قصيرة أمام الكاميرات بهدف الترفيه وتحقيق المشاهدات، فقد اعتبرتها شيماء حكيم نوعًا جديدًا من “الخطر السلوكي والصحي” الذي يجب التحذير منه.

وأوضحت أن تحويل عملية تناول الطعام إلى سباق زمني غير صحي يؤدي إلى اضطرابات متعددة في وظائف الجهاز الهضمي، أبرزها منع إفراز الإنزيمات الهاضمة الطبيعية بشكل سليم، مما يتسبب في مشاكل مثل الانتفاخ والغازات وسوء امتصاص العناصر الغذائية وارتجاع المريء المؤلم.

كما أشارت إلى أن المخ يحتاج عادةً من 15 إلى 20 دقيقة لتلقي إشارات الشبع من الجهاز الهضمي.

وفي تحديات الأكل السريع، يتناول الشخص كميات من الطعام تفوق حاجته الفعلية بكثير قبل أن يتمكن دماغه من إدراك أنه اكتفى، مما يؤدي إلى الإفراط المزمن في تناول الطعام وزيادة الوزن غير الصحية، بالإضافة إلى اضطراب في تنظيم الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع في الجسم، مثل هرموني “اللبتين” و”الغريلين”.

واعتبرت أن هذا النوع من التحديات يسبب ضغطًا مفاجئًا وغير صحي على كل من القلب والجهاز الهضمي، كما يؤدي إلى ارتفاعات مفاجئة في مستوى السكر في الدم وضغط الدم، وهي أعراض تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشاكل صحية مزمنة مثل القولون العصبي وقرحة المعدة وأمراض القلب المختلفة.

واختتمت أخصائية التغذية حديثها بتحذير شديد من أن هذه الترندات الرقمية الضارة لا تؤثر فقط على صحة الجسم ووظائفه الحيوية، بل تخلق أيضًا علاقة مختلة نفسيًا مع الطعام، حيث يتحول الأكل من وسيلة أساسية للتغذية والحفاظ على الصحة إلى وسيلة للإثبات أو الإبهار الاجتماعي أو حتى الهروب من المشاعر السلبية، مما يؤدي في النهاية إلى تبني أنماط غذائية مرضية يصعب تصحيحها بمرور الوقت وتتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد.

ورغم ما تحققه هذه المقاطع المصورة من ملايين المشاهدات والإعجابات على منصات التواصل الاجتماعي، فإنها تخفي خلفها كارثة غذائية حقيقية، تبدأ بخلل بسيط في عملية الهضم ولا تنتهي عند الإصابة بمقاومة الإنسولين والسمنة المفرطة وأمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة.

وقد سارعت التحذيرات الطبية من قبل أخصائيي التغذية الذين يرفعون الصوت عاليًا للتوعية بمخاطر هذه الممارسات، مؤكدين أن “هذه ليست وصفات للمتعة والتسلية..

بل هي في حقيقتها وصفات للموت البطيء أو السريع”.

 

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *