بمسيرة فنية استثنائية امتدت لعقود طويلة، رسّخ الفنان القدير عادل إمام مكانته كـ “زعيم” للكوميديا والدراما في تاريخ الفن العربي، تاركًا بصمة لا تُمحى في وجدان الجمهور عبر عشرات الأعمال الخالدة التي صنعت مجده الفني العريض.
إقرأ أيضا:
ولكن خلف هذه المسيرة المليئة بالنجاحات الباهرة، يقف أيضًا رصيد آخر من الأعمال الفنية الهامة التي رفض “الزعيم” المشاركة فيها لأسباب مختلفة، لتتحول هذه الأعمال لاحقًا إلى محطات فارقة في مسيرة نجوم آخرين وتُخلد في تاريخ السينما والتلفزيون. وفي عيد ميلاده الـ85، نستعرض أبرز الأدوار التي قال لها عادل إمام “لا”:
“اضحك الصورة تطلع حلوة”: رفض التعاون السادس
كان من المقرر أن يجمع فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” بين الثلاثي الذهبي عادل إمام والمخرج شريف عرفة والسيناريست وحيد حامد للمرة السادسة في مسيرتهم الفنية الناجحة.
إلا أن عادل إمام أبدى تحفظًا على تكرار هذا التعاون في تلك الفترة واعتذر عن الدور الرئيسي.
ليُسند الدور لاحقًا إلى النجم الراحل أحمد زكي، الذي قدم أداءً مميزًا وحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا.
“الكيت كات”: رفض “الشيخ حسني” الأيقوني
شخصية “الشيخ حسني” الكارزمية في فيلم “الكيت كات”، كتبها المخرج والسيناريست الكبير داوود عبد السيد، وكان الفنان عادل إمام هو المرشح الأول لتجسيد هذه الشخصية المحورية.
ولكن “الزعيم” رفض الدور لأسباب غير معلنة في ذلك الوقت، ليذهب الدور في النهاية إلى النجم الراحل محمود عبد العزيز، الذي أبدع في تجسيد الشخصية وقدم أحد أبرز وأهم علامات السينما المصرية الواقعية.
“أرابيسك”: العودة الدرامية المؤجلة
كتب السيناريست المبدع أسامة أنور عكاشة شخصية “حسن أرابيسك” خصيصًا ليعود بها النجم عادل إمام إلى عالم الدراما التلفزيونية بعد غياب لعدة سنوات.
إلا أن “الزعيم” اعتذر عن الدور، ليقدمه بدلًا منه النجم الراحل صلاح السعدني، الذي قدم أداءً لا يُنسى وأصبح المسلسل واحدًا من أهم وأبرز الأعمال الدرامية في تاريخ التلفزيون المصري.
“رأفت الهجان”: نقطة انطلاق نجم آخر
بعد النجاح الهائل الذي حققه مسلسل “دموع في عيون وقحة”، كان الفنان عادل إمام هو المرشح الأساسي لبطولة مسلسل “رأفت الهجان” الذي تناول قصة الجاسوس المصري الشهير.
ولكن عادل إمام طالب بإجراء تعديلات جوهرية في السيناريو الذي كتبه الراحل صالح مرسي، وهو ما رفضه الكاتب.
وبعد مفاوضات لم تسفر عن اتفاق، ذهب الدور في النهاية إلى النجم محمود عبد العزيز، الذي قدم أداءً أسطوريًا شكّل أهم محطة نجومية وانطلاقة فارقة في تاريخه الفني، ليصبح “رأفت الهجان” علامة مميزة في الدراما المصرية.
“سوق المتعة”: عودة مؤجلة لوحيد حامد
بعد قطيعة فنية طويلة، كتب السيناريست الكبير وحيد حامد فيلم “سوق المتعة” خصيصًا للفنان عادل إمام، معتقدًا أنه الدور المناسب لعودة التعاون بينهما.
ولكن “الزعيم” رفض الفيلم لأسباب غير واضحة، ليقدمه النجم محمود عبد العزيز، ويحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا، ويُعد واحدًا من أنجح التجارب الاجتماعية الواقعية في تاريخ السينما المصرية.
“حدوتة مصرية”: رفض التعاون مع يوسف شاهين
لم يظهر الفنان عادل إمام في أي عمل سينمائي من إخراج المخرج العالمي يوسف شاهين.
ويُرجع السبب في ذلك إلى عدم اقتناع “الزعيم” بطبيعة أفلام شاهين التي وصفها بأنها “ملغزة” وغير مباشرة. وقد رفض عادل إمام المشاركة في فيلم “حدوتة مصرية”، ليذهب الدور في النهاية إلى النجم الراحل نور الشريف.
“البيه البواب”: خلاف على المخرج
وقّع الفنان عادل إمام عقد بطولة فيلم “البيه البواب”، ورشح الفنانة ميرفت أمين للدور النسائي في الفيلم.
ولكنه طلب من الشركة المنتجة استبدال المخرج حسن إبراهيم بالمخرج محمد عبد العزيز.
وعندما رفضت الشركة طلبه، انسحب عادل إمام من العمل، ليذهب الدور في النهاية إلى النجم الراحل أحمد زكي، الذي قدم أداءً مميزًا وتألق في هذا الدور الكوميدي الاجتماعي.
“سواق الأتوبيس”: رفض شخصية “سلبية”
رشح السيناريست المبدع بشير الديك الفنان عادل إمام في البداية لبطولة فيلم “سواق الأتوبيس” الذي تناول قضايا اجتماعية هامة.
ولكن عادل إمام رفض الدور قبل قراءة السيناريو بشكل كامل، معتبرًا أن الشخصية التي سيقدمها سلبية ولا تتناسب مع توجهاته الفنية في تلك الفترة.
وقد ذهب الدور في النهاية إلى النجم الراحل نور الشريف، الذي قدم أداءً نال استحسان النقاد وحقق الفيلم نجاحًا فنيًا كبيرًا.
“غريب في بيتي”: اعتذار عن دور شهير
في المراحل الأولى للتحضير لفيلم “غريب في بيتي”، رُشح الفنان عادل إمام لتجسيد شخصية “شحاتة أبو كف” الكوميدية الشهيرة. ولكنه اعتذر عن الدور لأسباب لم يتم الكشف عنها، ليذهب الدور في النهاية إلى النجم الراحل نور الشريف، الذي قدم أداءً أيقونيًا وأصبح هذا الدور من أشهر أدواره السينمائية وأكثرها رسوخًا في ذاكرة الجمهور.
“طائر الليل الحزين”: رفض التحويل التلفزيوني
قدم الفنان عادل إمام قصة “طائر الليل الحزين” كعمل إذاعي ناجح في فترة سابقة. ولكن عندما عُرضت عليه فكرة تحويل هذا العمل إلى مسلسل تلفزيوني، رفض “الزعيم” الفكرة.
ولاحقًا، عُرض عليه بطولة فيلم سينمائي مقتبس من نفس القصة في عام 1977، ولكنه انسحب من المشروع بعد اعتراض المنتج على بعض التفاصيل، ليذهب الدور في النهاية إلى النجم محمود عبد العزيز.
“الهروب”: آلام الظهر تحول دون الحركة
كشف السيناريست الكبير مصطفى محرم في مذكراته أن فيلم “الهروب” الذي يُعد من علامات السينما المصرية في التسعينيات، كان مكتوبًا في الأصل خصيصًا للفنان عادل إمام.
ولكنه اعتذر عن الدور بسبب معاناته من آلام شديدة في الظهر في تلك الفترة، مما حال دون قدرته على تنفيذ مشاهد الحركة الصعبة التي تضمنها الفيلم. وقد ذهب الدور في النهاية إلى النجم الراحل أحمد زكي، الذي قدم أداءً تاريخيًا وحقق الفيلم نجاحًا جماهيريًا ونقديًا مدويًا.
