
تُعد مضاعفات حصوات الكلى سببًا رئيسيًا لزيارة غرف الطوارئ، حيث يتوجه إليها أكثر من نصف مليون شخص سنويًا.
إقرأ أيضا:
وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل عشرة أشخاص سيُعاني من حصوات الكلى في مرحلة ما من حياته.
ورغم إمكانية علاج هذه الحالة في أغلب الأحيان، إلا أنها قد تُسبب آلامًا مبرحة، وإذا تُركت دون علاج، فقد تُؤدي إلى التهابات خطيرة في الكلى أو ضعف دائم في وظائفها.
لذا، تزداد أهمية التوعية بهذه الحالة الصحية الشائعة ومعرفة أعراضها الخفية التي قد لا يلتفت إليها الكثيرون.
ما هي حصوات الكلى وأنواعها؟
حصوات الكلى هي عبارة عن مواد صلبة تتكون داخل الكلى، تشبه في مظهرها الحصى الصغيرة.
وتنشأ هذه الحصوات عندما تتبلور المعادن والأملاح الموجودة في البول وتلتصق ببعضها البعض.
وتتفاوت أحجام حصوات الكلى بشكل كبير؛ فبعضها قد يكون صغيرًا جدًا بحجم حبة الرمل، بينما قد يصل البعض الآخر إلى حجم الحصاة الكبيرة، وفي حالات نادرة، قد تنمو لتصل إلى حجم كرة الجولف.
هناك أربعة أنواع رئيسية من حصوات الكلى، تختلف في تركيبها الكيميائي، وهي:
* حصوات أكسالات الكالسيوم: وهي النوع الأكثر شيوعًا.
* حصوات حمض اليوريك: ترتبط غالبًا بنظام غذائي غني بالبروتين.
* حصوات الستروفيت: غالبًا ما تتكون نتيجة التهابات المسالك البولية.
* حصوات السيستين: نوع نادر ينتج عن اضطراب وراثي.
الأعراض الخفية لحصوات الكلى: لا تستخف بها!
عادةً ما ترتبط حصوات الكلى بالألم الشديد والمفاجئ الذي يعرف باسم “المغص الكلوي”.
ومع ذلك، يمكن أن تُسبب حصوات الكلى أعراضًا أخرى أقل وضوحًا، خاصةً إذا كانت صغيرة الحجم أو في مراحلها المبكرة. من المهم الانتباه لهذه الأعراض الخفية، حيث تُعدّ حصوات الكلى عامل خطر للإصابة بأمراض جهازية أخرى، مثل داء السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكسور العظام، وأمراض الكلى المزمنة.
ووفقًا لتقرير نشره موقع “timesofindia”، إليك بعض الأعراض الخفية التي قد تُشير إلى وجود حصوات الكلى:
* ألم وانزعاج مبهم في البطن وأسفل الظهر: إذا لاحظت ألمًا خفيفًا أو شعورًا بالانزعاج في منطقة الخاصرة (الجانب بين الضلوع والورك) أو أسفل الظهر، وقد يكون متقطعًا أو مستمرًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود حصوة في الكلى.
غالبًا ما يتم تفسير هذه الآلام على أنها إجهاد عضلي بسيط، ولكنها قد تكون علامة مبكرة على حصوات الكلى.
* تغيرات طفيفة في البول: أي تغير ملحوظ في طبيعة البول يستدعي الانتباه. قد يشير البول ذو الرائحة الكريهة أو البول العكر إلى وجود حصوة، حتى في غياب الألم الشديد.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون التبول المتكرر بشكل غير طبيعي أو الشعور بالحرقة أثناء التبول علامة أخرى محتملة لوجود حصوة.
* الغثيان أو الشعور بالتعب العام: الرغبة المستمرة في التقيؤ أو الشعور بالغثيان المفاجئ قد يُشير إلى وجود حصوات في الكلى.
يمكن للحصوات أن تُهيّج الكلى والمسالك البولية، مما يُسبب الغثيان أو القيء لدى بعض الأشخاص. وقد يُعاني البعض الآخر من شعور عام بالتوعك والإرهاق غير المبرر.
* ظهور دم طفيف في البول: إذا لم يكن لون البول طبيعيًا، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة ما في المسالك البولية، بما في ذلك حصوات الكلى.
يُعدّ ظهور الدم في البول، حتى لو كان بكميات قليلة ويظهر على شكل لون وردي فاتح أو أحمر أو بني، مؤشرًا رئيسيًا على وجود حصوات الكلى. ومع ذلك، نظرًا لكونه خفيفًا في بعض الأحيان، فمن المرجح ألا يُلاحظ إلا بانتباه دقيق.
كيف تعرف أنك تخلصت من حصوة الكلى؟
تخرج معظم حصوات الكلى التي يقل حجمها عن 5 ملليمترات من تلقاء نفسها عبر البول، دون الحاجة إلى أي تدخل طبي. ومع ذلك، قد يكون تأكيد خروجها أمرًا صعبًا، خاصةً إذا خف الألم تدريجيًا أو كانت الحصوة صغيرة جدًا.
على الرغم من أن بعض الأعراض قد تشير إلى قرب خروج حصوة الكلى، مثل الشعور بوخز خفيف أثناء التبول أو ملاحظة جسيمات صغيرة في البول، إلا أن الطرق الطبية وحدها هي التي تُؤكد خروج الحصوة بشكل قاطع.
تُمكّن تقنيات التصوير الطبي، مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، الأطباء من تصوير الحصوة وتحديد موقعها وحجمها.
بينما تُؤكد فحوصات البول ما إذا كانت الحصوة قد تحركت أو بقيت في المسالك البولية. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب تجميع البول لتحليل أي حصوات تخرج بشكل طبيعي.
الخلاصة: من الضروري عدم تجاهل أي أعراض غير طبيعية تشعر بها، حتى لو بدت بسيطة أو غير مؤلمة بشكل كبير.
استشر طبيبك على الفور إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة أعلاه، خاصةً إذا كانت مصحوبة بتغيرات في البول أو غثيان.
التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في منع تطور المضاعفات الخطيرة وتلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب.