
يعمل علماء الأنثروبولوجيا حاليًا على كشف هوية “مخلوق غامض” محنط، عُثر عليه خلال أعمال ترميم داخل قاعة كوك-سيفرز بجامعة ولاية ميشيغان في مدينة إيست لانسينغ الأميركية. المخلوق يثير الفضول بحجمه القريب من القطة، ويديه اللتين تشبهان اليد البشرية بشكل مثير للدهشة.
إقرأ أيضا:
“كاباكابرا”.. الاسم المستوحى من الأسطورة والبحث العلمي
أُطلق على الكائن اسم “كاباكابرا”، وهو دمج بين اسم برنامج علم الآثار بالجامعة (CAP) وكائن “تشوباكابرا” الأسطوري المعروف في الثقافات الشعبية. ويُعتقد أن هذا المخلوق ظل مخفيًا لعقود طويلة داخل المبنى، إلا أن تحديد عمره الدقيق لا يزال غير ممكن في الوقت الراهن، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ملامح تشبه القطط.. ولكن اليدان تكشفان سرًا آخر
تشير جيرييل كارتاليس، طالبة دكتوراة في علم الأنثروبولوجيا الجنائية، إلى أن المخلوق يمتلك حجم قطة صغيرة وذيلًا طويلًا ونحيفًا يمنحه مظهرًا قططيًا، لكن المفاجأة تكمن في يديه شبه البشريتين، إذ يحتوي كل منهما على خمسة أصابع وأظافر مكتملة. تضيف:
“المخلوق مغطى بطبقة جلدية رقيقة جدًا تشبه ورق البردي القديم، ويحتفظ بأنف وأذنين واضحتين رغم حالة الجفاف الشديد”.
الفرضيات العلمية تتباين.. من القطط إلى الراكون
منذ اكتشافه عام 2018، طرحت عدة فرضيات بشأن هوية هذا الكائن. إحدى الفرضيات اعتبرته “أبوسوم”، لكن كارتاليس رفضت هذا الطرح. وقد أُجريت عليه فحوص بالأشعة السينية ومقارنات عظمية استبعدت احتمال كونه كلبًا أو قطًا. وتشير التقديرات الحالية إلى أنه راكون، حيث تقول كارتاليس:
“تشريح الجمجمة وشكل الأنف يتطابقان إلى حد بعيد مع الراكون، لكني بحاجة لتحليل الأسنان للتأكد بشكل قاطع”.
التحنيط الطبيعي.. فرضية مثيرة
تفسر كارتاليس حالة التحنيط النادرة للمخلوق بفرضية التحنيط الطبيعي، موضحة أن دخوله المبنى عبر فتحة تهوية ربما تسبب في موته هناك. وتقول:
“التحنيط الطبيعي يحدث في بيئات جافة. وإذا كان الكائن قريبًا من تيار هوائي دافئ وجاف، خصوصًا في الشتاء، فذلك يُعتبر بيئة مثالية لتحنيط الجسد. حتى في الصيف، توفر التهوية داخل المباني بيئة تساعد على تجفيف الجثث والحفاظ عليها”.
ما هو مصير هذا الاكتشاف الغريب؟
في ضوء النتائج الأولية، تقول كارتاليس إنها تميل بنسبة 75% إلى أن المخلوق هو راكون محنط بشكل طبيعي. لكن بصفتها عالمة، تؤكد على ضرورة إجراء تحليلات إضافية – لا سيما فحص الأسنان – قبل إعلان النتيجة النهائية.