في تحذير طبي جديد، كشفت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) عن أرقام مثيرة للقلق تتعلق بالآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن الشهيرة مثل “أوزيمبيك” و”ويغوفي”.
إقرأ أيضا:
ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل”، فقد أظهرت البيانات أن عدد البلاغات المتعلقة بردود الفعل السلبية المرتبطة بهذه الأدوية مرشح للارتفاع بنسبة تتجاوز 350٪ خلال عام 2024، إذا استمر المعدل الحالي للإبلاغات كما هو.
وبحسب الإحصاءات المسجلة، فإن عدد التفاعلات السلبية في عام 2023 بلغ 1592 بلاغاً، في حين يُتوقع أن يتجاوز العدد الإجمالي خلال عام 2024 حاجز الـ7200 بلاغ.
تزايد في الحالات الخطيرة
البيانات المتاحة حالياً تغطي فقط الفترة الممتدة بين شهري يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) من عام 2024، والتي سجلت خلالها 2780 بلاغاً عن آثار جانبية، من بينها 281 حالة تم تصنيفها على أنها خطيرة.
وتضمنت الشكاوى التي تقدم بها الأطباء والمرضى أعراضاً تتراوح ما بين مشكلات هضمية حادة مثل شلل المعدة وانسداد الأمعاء، إلى شكاوى أقل حدة مثل الغثيان والانتفاخ الشديد والقيء المتكرر.
كما تم تسجيل هذه البلاغات عبر النظام الرسمي المخصص لتوثيق التفاعلات الدوائية، والمعروف باسم “نظام الكارت الأصفر”، إلا أن الهيئة أوضحت أن هذه التقارير لا تُعد دليلاً قاطعاً على تسبب الدواء بشكل مباشر في الأعراض المذكورة.
وفيات قيد التحقيق
ورغم عدم وجود إثبات طبي مباشر يربط هذه الأدوية بالوفيات، إلا أن التقارير تشير إلى وجود أكثر من 200 حالة وفاة في الولايات المتحدة ارتبطت باستخدام “أوزيمبيك” وأدوية مماثلة، بالإضافة إلى 82 حالة وفاة أُبلغ عنها في بريطانيا.
وتواصل الهيئات الصحية التحقيق في هذه الحالات لتحديد مدى الارتباط الدوائي المحتمل، دون الجزم حتى الآن بوجود علاقة سببية مؤكدة.
وتعمل أدوية مثل “أوزيمبيك” و”ويغوفي” من خلال المادة الفعالة “سيماجلوتايد”، والتي تُحفز إفراز هرمون يُعرف باسم GLP-1، وهو هرمون طبيعي يُنتج في الأمعاء الدقيقة بعد تناول الطعام.
ويؤدي هذا الهرمون إلى إبطاء عملية الهضم، مما يمنح الشعور بالشبع لفترات أطول، ويقلل من الشهية، كما يساهم في تقليل إنتاج السكر في الكبد، مما يُجبر الجسم على استخدام الدهون المخزنة كمصدر للطاقة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تمت الموافقة على استخدام دواء “مونجارو” لأغراض فقدان الوزن، وهو يحتوي على تركيبة مشابهة.
أعراض خطيرة للمونجارو
كارين كو، سيدة تبلغ من العمر 59 عاماً، بدأت باستخدام “مونجارو” بهدف السيطرة على داء السكري من النوع الثاني، لكنها واجهت رد فعل جسدي حاد بعد ثلاثة أيام فقط من بدء العلاج.
وبدأت الأعراض بصداع ودوار خفيف، تطورت لاحقاً إلى تقلصات شديدة ونزيف حاد، مما استدعى نقلها إلى المستشفى.
ورغم مغادرتها المستشفى بعد تحسن أولي، عادت بعد أسبوع بحالة طارئة جديدة تمثلت في ظهور جلطات دموية كبيرة، وأحيلت لاحقاً إلى جراح مختص في أمراض القولون.
ورغم عدم تأكيد الأطباء أن الدواء هو السبب المباشر في حالتها، إلا أن كو تُعبر عن قناعتها بأن “مونجارو” كان وراء تلك الأعراض.
وقد دعت المستخدمين إلى الحذر، مشيرة إلى أن: “هذه الأدوية قد تُسبب مضاعفات خطيرة، كما يجب على الناس التفكير جيداً قبل استخدامها وعدم التعامل معها باستخفاف”.
رد الشركة على الاتهامات
وفي أول تعليق لها على هذه التقارير، أكدت شركة “إيلي ليلي” المصنعة لدواء “مونجارو” أن سلامة المرضى تأتي على رأس أولوياتها.
وأضافت الشركة في بيان لها أنها تأخذ كافة البلاغات الطبية المتعلقة بسلامة المرضى على محمل الجد، وتقوم بمراقبة دورية للمعلومات المرتبطة بجميع منتجاتها.
كما شددت على ضرورة استشارة المرضى لأطبائهم عند ظهور أي أعراض، والتأكد من أن الدواء المستخدم هو منتج أصلي تابع للشركة، مشيرة إلى أن النشرة الداخلية للدواء تُحذر من أعراض هضمية شائعة مثل الإسهال والغثيان والتقلصات.
