
خلصت دراسة أجراها باحثون من جامعة كيرتن الأسترالية إلى أن مجموعة من الأنشطة اليومية المجانية والسهلة التنفيذ تلعب دوراً محورياً في تعزيز الصحة النفسية وحماية الأفراد من الاضطرابات، وذلك بعد تقييم شامل لخمسة عشر نشاطاً مختلفاً.
إقرأ أيضا:
ومن خلال عينة قوامها 603 بالغين (301 ذكور و302 إناث) بمتوسط عمر 49 عاماً، قام الفريق بتحليل مستفيض لخمسة عشر نشاطاً يُعتقد بأن لها تأثيراً وقائياً على الصحة النفسية والرفاهية، ليتم تصنيفها بناءً على مدى فعاليتها، حيث خضع المشاركون لمقابلات هاتفية لتقييم مستوى رفاههم النفسي وتقييمهم الذاتي لصحتهم البدنية والعقلية.
واعتمد الباحثون على مقياسين رئيسيين لتقييم الصحة النفسية: مقياس وارويك-إدنبره للرفاهية النفسية (WEMWBS-14) الذي يقيس مستوى الرفاهية الذاتية، ومقياس كيسلر للضيق النفسي (K6) الذي يرصد مؤشرات الضيق النفسي العام غير المرتبط باضطراب محدد.
وأظهرت النتائج أن متوسط درجة المشاركين في مقياس WEMWBS بلغ 52.6، وأن 93% منهم لم يُظهروا أي علامات للضيق النفسي وفقاً لمقياس K6. وكشفت التحليلات أن التواصل الاجتماعي عبر الدردشة وقضاء الوقت في الطبيعة كان لهما الأثر الأكبر في تعزيز الرفاهية النفسية.
كما أن الأشخاص الذين يمارسون الدردشة من مرة إلى ست مرات أسبوعياً سجلوا ارتفاعاً في متوسط نقاط WEMWBS بمقدار 5.8 نقاط مقارنة بمن يمارسونها أقل من ذلك، بينما ارتفع المتوسط بمقدار 10 نقاط كاملة لدى من يمارسونها يومياً.
وبالمثل، فإن قضاء الوقت في الطبيعة من مرة إلى ست مرات أسبوعياً رفع متوسط نقاط WEMWBS بمقدار 2.99 نقطة، وارتفع بمقدار 5.08 نقطة لدى من يزورون الطبيعة يومياً.
كما تبين أن أنشطة أخرى مثل التجمعات مع الأصدقاء، وزيارة العائلة، والنشاط البدني، والممارسات الروحية، والأنشطة التي تتطلب تركيزاً ذهنياً، ومساعدة الآخرين، تساهم أيضاً في تحسين الصحة النفسية.
وفي تعليق لها على نتائج الدراسة، أوضحت البروفيسورة كريستينا بولارد، الباحثة الرئيسية من جامعة كيرتن، أن “هذه ليست برامج علاجية مكلفة أو تدخلات طبية معقدة، بل هي سلوكيات يمارسها الكثيرون بالفعل ويمكن تعزيزها ببساطة من خلال الرسائل التوعوية الصحية الموجهة للجمهور”.
وأكدت البروفيسورة بولارد على أن “التواصل المنتظم مع الآخرين، حتى وإن اقتصر على دردشة يومية بسيطة، يمكن أن يحدث فرقاً ملموساً في شعور الأفراد. وبالمثل، فإن قضاء الوقت في الطبيعة أو ممارسة أنشطة تحفز التفكير والتركيز، مثل حل الكلمات المتقاطعة أو القراءة أو تعلم لغة جديدة، يوفر استراحة ذهنية ضرورية”.
وشدد الباحثون على أن هذه النتائج تبرز أهمية الاستثمار طويل الأمد في حملات تعزيز الصحة النفسية على مستوى المجتمع.