
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا خلال الساعات الماضية بقصة الفتاة ميرا جلال ثابت، التي اختفت في ظروف غامضة قبل أن تعود وتظهر برفقة شاب يُدعى أحمد، معلنة زواجها به. الحدث أثار موجة واسعة من الجدل، ما بين من رأى في القصة “حالة حب” تحوّلت إلى ارتباط شرعي، ومن أصرّ على أنها “عملية اختطاف مُقنّعة”.
إقرأ أيضا:
بداية القصة: اختفاء غامض ومخاوف من الاختطاف
تنحدر ميرا من قرية المخطبية في ريف حمص، وكانت تدرس في معهد إعداد المدرسين في مدينة حمص، حيث اختفت بعد دخولها المعهد، بينما كان والدها ينتظرها خارج المبنى وبحوزته هاتفها المحمول. بعد أسابيع من الغياب، ظهرت فجأة في منزل أهلها في ريف تلكلخ، بصحبة عناصر أمن بلباس الشرطة وزوجها أحمد، وهو ما فجّر التكهنات والتساؤلات.
هل خُطفت ميرا ونُقلت إلى إدلب؟
نشطاء وحقوقيون أشاروا إلى أن الفتاة ربما نُقلت قسراً إلى إدلب وتم تزويجها ضد إرادتها. وصرّح رامي عبد الرحمن، مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، بأن رواية الزواج “غير مقنعة”، مطالباً السلطات بكشف حقيقة ما يحدث مع المختطفات، خاصة من الطائفة العلوية.
رواية الزوجين: “الحب جمعنا والزواج كان خياراً حراً”
في محاولة لقطع الشكوك، خرجت ميرا وزوجها أحمد في مقابلات إعلامية، أبرزها مع “تلفزيون سوريا”، وأكدا فيها أن علاقتهما بدأت منذ عامين ونصف وتحولت إلى ارتباط جدي، ثم فرّت ميرا من منزلها بمحض إرادتها. وقالت:
“ذهبت لأداء امتحان، لكنني في الحقيقة قررت لقاء أحمد، إما لأمضي وحدي أو نرتبط علناً”.
كما أوضحت أنها اختارت ارتداء الحجاب والخمار طوعاً، متأثرةً بنمط حياة زوجها وعائلته، ونفت تماماً تعرّضها لأي ضغوط أو إجبار.
تشكيك واسع وردود غاضبة: هل تعرضت للضغط؟
رغم نفي الزوجين لوقوع أي جريمة، لم تُقنع تصريحاتهما كثيرين، خاصة أن ميرا ظهرت في الصور وهي تبكي، ما فسّره البعض كدليل على الضغط النفسي. بينما قالت هي إن دموعها كانت بسبب رؤية شقيقها وتأثرها بلقاء والدتها.
ناشطون تداولوا فيديوهات تظهر فيها ملامح أحمد خلال احتفالات في حمص، مشيرين إلى احتمال وجود دور أمني في تغطية ما جرى.
الجهات الرسمية تتحرك بعد الضغط الشعبي
أمام تصاعد الغضب الشعبي، أعلنت الناشطة لمى الأتاسي أنها تواصلت مع وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، التي وعدت بفتح تحقيق رسمي وشفاف في القضية. وأكدت أن الوزارة تأخرت في التحرك نتيجة وجود الوزيرة في مهمة خارج البلاد.
منظمات حقوقية: نطالب بتحقيق مستقل
طالبت رابطة النساء السوريات بإجراء تحقيق مستقل، محذّرة من أن غياب الشفافية في قضايا اختفاء الفتيات يفتح الباب أمام التلاعب بمصيرهن. أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد شددت على أن التغطية على مثل هذه القضايا تنتهك القانون السوري، وتشكل تهديداً ممنهجاً للنساء.