
سلّط تقرير من شبكة «بي بي سي» البريطانية الضوء على ما وصفته بـ”الزخم العالمي المذهل” الذي أحدثته شوكولاتة دبي في وقت قياسي. فبعد أن كانت مجرد ابتكار محلي مستوحى من الحلويات الشرقية، باتت اليوم تُعد من أكثر المنتجات الفاخرة طلبًا في الأسواق العالمية، ما جعل البعض يقف في طوابير للحصول على قطعة منها.
إقرأ أيضا:
أزمة فستق.. شوكولاتة دبي تربك السوق العالمي
أشارت “بي بي سي” إلى أن نكهة “لا أستطيع الاكتفاء من الكنافة”، والتي تُعد النسخة الأشهر من شوكولاتة دبي، أصبحت حصريًا متوفرة في الإمارات، ما أدى إلى موجة تقليد عالمية من علامات الشوكولاتة الكبرى التي حاولت مجاراة الطلب المتزايد.
لكن الأزمة لم تتوقف عند حدود النكهة، بل امتدت إلى نفاد الفستق عالميًا، وهو المكون الأساسي في الشوكولاتة، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق، وظهور قوائم انتظار طويلة في متاجر الحلويات بأوروبا والولايات المتحدة.
تهريب الشوكولاتة وتقنين البيع
مع الارتفاع الكبير في الطلب، بدأت بعض المتاجر الكبرى بتقنين كميات البيع، في حين تم ضبط حالات تهريب لألواح شوكولاتة دبي من الإمارات إلى دول أوروبية وآسيوية. كل ذلك جعل الشبكة تصف الوضع بـ”أزمات حلوة”، تعكس مدى الشعبية التي وصل إليها هذا المنتج الفاخر.
تعاونات مع علامات عالمية: من ستاربكس إلى Maison Samadi
بدأت علامات تجارية شهيرة في الانخراط في شراكات محدودة لتقديم نكهات مستوحاة من شوكولاتة دبي، من بينها “ستاربكس” و”شيك شاك”، ما يعكس توسع نفوذ هذه الشوكولاتة خارج نطاق الخليج.
كما كانت دار Maison Samadi البريطانية، ذات الجذور اللبنانية، أول من أدخل شوكولاتة دبي إلى لندن. وصرّح نبيل شهاب، مدير تطوير الأعمال، بأن المفهوم الجديد المتمثل في حلوى الكنافة داخل لوح شوكولاتة فاخرة قد لاقى رواجًا واسعًا فاق كل التوقعات.
الكنافة بالشوكولاتة.. مزيج يختصر الفخامة والهوية
أشار شهاب إلى أن نجاح المنتج يعود إلى الدمج بين الشوكولاتة الفاخرة والكنافة الشرقية، وهو ما وصفه بـ”التتويج لموروث عائلة الصمدي في عالم الحلويات”.
من جانبها، رأت المحللة مونيك نافال من شركة “يورومونيتور إنترناشيونال”، أن اسم “دبي” لعب دورًا مهمًا في انتشار المنتج، قائلة: “اسم دبي يرتبط في أذهان الناس بكل ما هو فخم؛ من الفنادق الراقية إلى السيارات الفارهة والحلويات المذهّبة.”
هل نحن أمام علامة تجارية ستقود صناعة الشوكولاتة عالميًا؟
نجاح شوكولاتة دبي يعكس تحوّلًا في ذوق المستهلك العالمي، الذي أصبح أكثر انجذابًا للمنتجات ذات الهوية الثقافية الفاخرة. وبينما يواصل المنتج جذب انتباه الأسواق الأوروبية والأمريكية، تشير التوقعات إلى أن هذه “العلامة الإماراتية الناشئة” قد تصبح خلال سنوات قليلة من بين الأسماء الكبرى في عالم الشوكولاتة.