
في زمن السينما المصرية الذهبي، تألقت الراقصة كيتي، أيقونة استعراضية ذات أصول يونانية، بحضورها الساحر وابتسامتها التي أسرت الجماهير. وُلدت كاترين فوتساكي عام 1931 في مدينة الإسكندرية لعائلة يونانية أرثوذكسية، ونشأت وسط أجواء فنية غذّت شغفها بالرقص منذ طفولتها.
إقرأ أيضا:
بدأت كيتي تعلم الباليه في سن السادسة، ثم انتقلت إلى عالم الرقص الشرقي والاستعراضي، وتلقت تدريبها تحت إشراف بديعة مصابني، رائدة الاستعراض في مصر، مما فتح لها أبواب النجومية.
🎬 كيتي على الشاشة.. حضور لا يُنسى في أفلام الزمن الجميل
كان ظهور كيتي الأول في عروض صوفيا فيمبو، مطربة يونانية شهيرة، ثم بدأت تلمع في السينما المصرية، وشاركت في نحو 60 فيلمًا، من أبرزها:
عفريتة إسماعيل ياسين (1954): حيث جسدت دور “شبح راقصة” بطريقة أثارت إعجاب الجمهور.
شم النسيم (1952)
إسماعيل ياسين في متحف الشمع (1956)
تميّزت كيتي بخفة الظل والملامح الأوروبية الجذابة، واستطاعت أن تنافس كبار الراقصات مثل سامية جمال وتحية كاريوكا، مقدمة نمطًا فنيًا يمزج بين الأناقة الغربية والروح الشرقية الأصيلة.
👑 عروض ملكية وشائعات جاسوسية: الوجه الآخر لحياة كيتي
لم تكن كيتي مجرد راقصة استعراضية، بل قدمت عروضًا أمام الملكة فريدة، وأصبحت حديث الوسط الفني. لكنها لم تسلم من الشائعات، حيث ارتبط اسمها بعدة قصص جاسوسية، من أبرزها:
علاقة مزعومة بالجاسوس رأفت الهجان
ارتباطها المزعوم بـ”فضيحة لافون” واتهامات غير مثبتة بعلاقتها بـ”الموساد”
هذه الشائعات ظهرت بقوة بعد اختفائها المفاجئ عام 1965، وظلت بلا دليل حتى اليوم.
🇬🇷 الرحيل بصمت: كيتي تغادر مصر إلى اليونان
عام 1965، ومع صدور قرار إلغاء تصاريح عمل الفنانين الأجانب في مصر، اضطرت كيتي إلى مغادرة البلاد، واستقرت في اليونان بعيدًا عن الأضواء. رفضت منذ ذلك الحين الظهور الإعلامي أو تلقي أي تكريمات رسمية، رغم محاولات كثيرة لإقناعها، منها دعوة من مهرجان الإسكندرية السينمائي.
ورغم أن بعض وسائل الإعلام المصرية تشير إلى أن هذا اليوم يوافق ذكرى وفاتها، فإن تصريحات الكاتب والباحث السياسي كريم جمال – المتزوج من سيدة يونانية من عائلة كيتي – أكدت أنها ما زالت على قيد الحياة وتبلغ من العمر 94 عامًا، وتعيش في هدوء وسعادة في اليونان.