
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة زيوريخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي في سويسرا، عن وجود علاقة بين انخفاض سمك شبكية العين وزيادة احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية (شيزوفرينيا)، وهو اكتشاف قد يحدث تحولًا في طريقة رصد مؤشرات هذا المرض العقلي الخطير.
إقرأ أيضا:
ويُعد مرض انفصام الشخصية من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، إذ يؤثر على قدرة المريض في إدراك الواقع والتواصل مع المحيط.
🧠 الشبكية.. نافذة الدماغ!
يرى الباحثون أن شبكية العين ليست مجرد جزء بصري، بل امتداد مباشر للجهاز العصبي المركزي، ما يجعلها أداة محتملة لرصد أي تغيّرات في الدماغ، خاصةً تلك المرتبطة باضطرابات عقلية مثل الشيزوفرينيا.
وتوضح الدراسة أن التغيرات الدقيقة في سمك الشبكية قد تعكس اضطرابات تحدث في المخ، مما قد يسهم في تشخيص مبكر للمرض.
📊 الاعتماد على بنك “يو كيه بيوبنك” البريطاني
استند الفريق السويسري إلى بيانات ضخمة من بنك المعلومات الحيوية البريطاني “UK Biobank”، الذي يحتوي على سجلات صحية لأكثر من نصف مليون شخص. ومن خلال تحليل هذه البيانات، تبيّن وجود علاقة إحصائية بين العوامل الوراثية المرتبطة بالشيزوفرينيا وبين انخفاض سماكة الشبكية.
لكن الباحثين يؤكدون أن هذا الارتباط ضعيف نسبيًا ولا يظهر إلا من خلال دراسات موسعة.
🧪 اختبار OCT.. مفتاح سهل للفحص المبكر
واحدة من أهم نتائج الدراسة هي أن سمك الشبكية يمكن قياسه بسهولة من خلال اختبار يُعرف بـ**”التصوير المقطعي للترابط البصري OCT”**، والذي يستخدم موجات فوق صوتية لفحص العين خلال دقائق معدودة فقط.
هذا يجعل من OCT أداة غير مكلفة وسريعة لرصد مؤشرات اضطرابات عقلية دون الحاجة لإجراء فحوصات معقدة على الدماغ.
🧬 هل الالتهابات العصبية وراء التغيّر في الشبكية؟
تشير الدراسة إلى أن الالتهابات العصبية المرتبطة بالعوامل الوراثية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الشبكية، ما يجعل هذه التغيرات بمثابة علامة تحذيرية لاحتمال الإصابة بانفصام الشخصية.
وقال الباحث فين رابي، رئيس الفريق من جامعة زيوريخ، لموقع “SciTech Daily”:
“إذا ما تأكدت صحة هذه النظرية، فقد نتمكن مستقبلاً من التدخل لعلاج الالتهابات، مما يحسّن فرص شفاء مرضى الشيزوفرينيا”.
❗ أهمية الدراسة في مستقبل الطب النفسي
هذه النتائج قد تُحدث نقلة نوعية في طريقة التعامل مع الأمراض النفسية، إذ قد يصبح فحص العين أداة أولية لتشخيص أمراض عقلية معقدة، وهو ما يمكن أن يسهم في تسريع التدخل العلاجي وتحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير.