
في دراسة حديثة، توصل علماء اجتماع في جامعة كولومبيا البريطانية إلى “الوصفة المثالية” ليوم متوازن نفسياً واجتماعياً.
إقرأ أيضا:
واستخدم الباحثون بيانات “المسح الأمريكي لاستخدام الوقت”، الذي يوثق أنشطة الأفراد اليومية بدقة، وحللوا من خلاله 100 نشاط شملت كل جوانب الحياة من التمارين إلى تصفح الهاتف، بهدف فهم ما الذي يصنع “يوماً أفضل من المعتاد” لدى المشاركين.
وبحسب التحليل، الذي نشرته صحيفة “إندبندنت” فإن اليوم المثالي للفرد العادي يتضمن 6 ساعات مخصصة للعائلة، وساعتين مع الأصدقاء، وساعة ونصف من التفاعل الاجتماعي.
إلى جانب يوم عمل لا يتجاوز ست ساعات، مصحوباً بوقت تنقل لا يزيد عن 15 دقيقة، كما نصّ النموذج على تخصيص ساعتين لممارسة التمارين البدنية، وساعة واحدة فقط من وقت الشاشة.
توازن الجدول
وفي حين قد تبدو ساعتان من التمارين اليومية أمراً مبالغاً فيه للكثيرين، أشار الباحثون إلى أن النشاطات يمكن دمجها، كالمشي الطويل مع الأصدقاء الذي يجمع بين الحركة والتواصل.
ومن الواضح أن الفكرة لا تكمن فقط في كمية الوقت، بل في كيفية توزيعه بانسجام بين الجوانب الشخصية والمهنية والجسدية.
كما لم يغفل الخبراء الإشكالية الأبرز، وهي أن معظم الوظائف التقليدية لا تسمح بيوم عمل مدته ست ساعات.
أغلب الناس مرتبطون بدوام يمتد لثماني أو تسع ساعات، مما يجعل تطبيق هذه الصيغة أقرب إلى الخيال، حتى مع الاعتراف بأن التوازن هو ما يمنح الحياة معناها، فإن المعادلة تصطدم بواقع سوق العمل.
تطبيق شخصي
سيدة من ضمن الذين خاضوا تجربة ليوم مثالي في لوس أنجلوس مطلع عام 2024، أكدت أن شعورها بالانسجام لم يكن ناتجاً عن العطلة، بل من التوازن.
وقضت صباحها في تمارين جماعية، ثم عملت بتركيز حتى الظهيرة، وخصصت وقتاً للبحث والقراءة، وتناولت طعام العشاء بمفردها دون شاشة هاتف، قبل أن تختتم يومها بزيارة صديقة.
هذه الصيغة كانت مرضية لدرجة أنها شعرت بأنها قابلة للتكرار دون ملل أو ندم.
وبينما لم تأخذ الدراسة في الاعتبار اختلاف ظروف الأفراد، فالكثيرون يعيشون بعيداً عن عائلاتهم، أو لا يمتلكون عائلة تقليدية.
ومن هنا، طُرحت تساؤلات حول ماذا عن أولئك الذين يجدون المثالية في الوقت المنفرد، في القراءة أو الهوايات أو البحث الشخصي؟ هل يمكن إعادة تخصيص تلك الساعات الست بمرونة أكبر تناسب أنماط حياة متنوعة؟
وأثبتت الدراسة أنه بالفعل يمكن إعادة تخصيص الساعات المخصصة، لكل قسم على حدة، بحسب احتياجات وأولويات كل شخص.