
في رحلة تاريخية هي الأولى من نوعها، انطلقت رحلة فضائية مأهولة بالكامل بالنساء على متن مركبة “نيو شيبرد” التابعة لشركة “بلو أوريجن”، لتثير تساؤلات حول التأثيرات المحتملة على الإجراءات التجميلية التي خضعت لها بعض الراكبات.
إقرأ أيضا:
الرحلة التي شهدت انضمام لورين سانشيز، خطيبة جيف بيزوس، إلى جانب خمس نساء أخريات من مختلف المجالات، دفعت عدداً من المختصين للإجابة عن التساؤلات المتعلقة بالإجراءات التجميلية ومصيرها في الفضاء.
ورغم أن سانشيز لم تؤكد علناً خضوعها لأي جراحات تجميلية، إلا أن التكهنات الواسعة بين المتخصصين ترجح إجراءها عمليات مثل تكبير الثدي، وحقن البوتوكس، والفيلر، وربما شد الوجه.
تساؤلات طبية حول التأثيرات الفضائية
ووفقاً لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل”، تتركز المخاوف الطبية بشأن تأثيرات عمليات التجميل على الجسم في بيئة الجاذبية الصغرى، خاصة تلك التي تشمل زراعة الثدي، وحقن البوتوكس، والفيلر.
وقد أبدى الأطباء قلقهم من التأثيرات الناتجة عن الانطلاق في الفضاء، أكثر من القلق بشأن فترة الوزن الصفر التي تستغرق ثلاث دقائق.
الدكتور ستانتون جيرسون، الباحث في تأثيرات الفضاء العميق على الخلايا، أشار إلى أن القلق الأكبر يكمن في ضغوط الانطلاق، حيث تنطلق المركبة بسرعة تبلغ حوالي 6000 ميل في الساعة.
هذا الضغط الكبير قد يتسبب في حدوث “إجهاد قصي” يمكن أن يؤدي إلى تحرك المواد التجميلية مثل الفيلر أو زراعة الثدي تحت تأثير القوى الميكانيكية.
وفي بيئة الجاذبية الصغرى، تتجمع سوائل الجسم نحو الرأس مما يؤدي إلى انتفاخ في الوجه، هذه الظاهرة قد تؤثر على كيفية استقرار حقن البوتوكس أو الفيلر في الوجه.
ومع ذلك، يعتقد بعض الجراحين مثل الدكتور تيموثي كاتزن أن الفيلر، الذي يعتمد عادة على الأحماض الهيالورونية، سيظل ثابتاً ولن يتأثر بهذا الانتفاخ مؤقتاً.
المخاوف حول زراعة الثدي في الفضاء
أما بالنسبة لزراعة الثدي، فقد أظهرت دراسات سابقة بعض المشكلات المرتبطة بتغيرات الضغط أثناء السفر على ارتفاعات عالية.
وفي دراسة أجراها الدكتور جون لوين عام 2013، تم الكشف عن ظاهرة “غاز ما بعد الزراعة”، حيث يؤدي التغير في الضغط الجوي إلى تجمع الغازات بين الأنسجة المحيطة بالغرسات، ما يؤدي إلى شعور بالضيق.
لكن التطورات في تقنيات الزراعة منذ تلك الفترة قد تجعل هذه المخاوف أقل حدّة، خاصة مع وجود أصداء إيجابية حول سلامة الزراعة في ظل التقنيات الحديثة.
تأثير إيجابي للفضاء على التجميل
على الرغم من التحديات التي قد تطرأ أثناء الرحلة الفضائية، قد تكون بعض الإجراءات التجميلية في الفضاء مفيدة.
على سبيل المثال، في حالة عمليات شد الوجه، قد تظهر نتائجها بشكل أكثر وضوحاً في بيئة الجاذبية الصغرى حيث لا يحدث الترهل، كما هو الحال في جاذبية الأرض.
وبالنسبة لزراعة الثدي، قد يظهر شكل الغرسات بشكل أكثر استدارة؛ بسبب غياب الجاذبية التي عادة ما تسحب الغرسات لأسفل.
رأي الأطباء: هل هناك سبب للقلق؟
بالنسبة للعديد من الأطباء المختصين، فإن مخاوف التأثيرات الفضائية على العمليات التجميلية ليست كبيرة.
وأكد هؤلاء الأطباء أن الفيلر والعمليات التجميلية الأخرى لا تؤثر بشكل ملحوظ على بنية الوجه بعد تعافي الجسم منها.
كما لم يظهر سابقاً على رواد الفضاء الذين خضعوا لعمليات تجميل أي تغييرات كبيرة في بنية وجوههم بعد العودة من الفضاء.
استعدادات الطاقم للانطلاق إلى الفضاء
ورغم هذه المخاوف الطبية، تأكدت جميع أعضاء الطاقم الفضائي، من بينهم لورن سانشيز وكاتي بيري، من ارتداء بدلات الفضاء المناسبة التي تضمن راحتهم وسلامتهم أثناء الرحلة.