
في ليلة بيروتية تألقت بحضور نخبة من أهل الفن والإعلام، احتفل لبنان بإطلاق فيلمه الكوميدي الجديد “جنّ” keys، وهو عمل سينمائي فريد من نوعه، نسج خيوطه الكاتب المبدع أزدشير جلال أحمد، وأخرجه ببراعة عبّاس فضل الله، وتولّت إنتاجه شركة Watini Production الطموحة، الفيلم الذي استلهم فكرته الفنان جاد أبو علي الذي يشارك في بطولته إلى جانب رانيا عيسى وكارلا مرعي، يضم كوكبة من نجوم الشاشة اللبنانية، منهم يوسف حداد، روزي الخولي، باتريك مبارك، مارون عساف، فؤاد حسن، والشيف أنطوان في ظهور مميز.
إقرأ أيضا:
“عرّافة وجنّي وكنز مفقود”.. رحلة عبر عوالم سحرية وزمن متداخل
“جنّ” يضيء سماء لبنان كوميديا تولد من رحم التحديات
“جنّ” يضيء سماء لبنان كوميديا تولد من رحم التحديات
تتأرجح قصة الفيلم في فضاء خيالي مشوق، حيث تدور الأحداث حول عرّافة تتمتع بقدرة استثنائية على قراءة خبايا الأفكار بمساعدة جِنّي يرافقها في رحلتها الروحانية، تمضي العرّافة أيامها في تقديم العون والنصائح لمن يبحثون عن إجابات لأسرارهم، إلى أن تقتحم حياتها امرأة فاتنة وغامضة تحمل معها تحدياً من نوع آخر: مهمة العثور على كنز دفين تركه جدّها، والذي ظلّ مخبأً لسنوات طويلة تحت حراسة قوى خارقة للطبيعة، وبقبول العرّافة لهذه المغامرة المحفوفة بالإثارة، تنطلق في رحلة شيّقة عبر عوالم سحرية متداخلة، يتميز كل منها بزمكان وأجواء فريدة، لتواجه سلسلة من المغامرات غير المتوقعة والتحديات التي تختبر قناعاتها وقدراتها الروحية، ولكن مع اقتراب العرّافة من حلّ لغز الكنز، تصطدم بحقيقة مذهلة تقلب حياتها رأساً على عقب وتجبرها على إعادة تقييم كل ما كانت تؤمن به، لتتحول الرحلة من مغامرة خيالية ممتعة إلى قصة إنسانية عميقة تغوص في أعماق المشاعر والصراعات الداخلية.
“ولادة من رحم الصعاب”.. فريق العمل يتحدى الظروف لرسم البسمة
في حديث مؤثر لوسائل الإعلام التي غطّت حفل الإطلاق، وصف المنتج طارق شرف الدين الفيلم بأنه “مغامرة بحد ذاته”، وأن إنتاجه كان “مغامرة أكبر”، مشيراً إلى الظروف الصعبة للغاية التي واجهت فريق العمل أثناء التصوير، وأشاد بالتزام وتفاني كل فرد من الطاقم والممثلين الذين كانوا على قدر التحدي، وكشف عن اضطرارهم لإيقاف التصوير لفترة زمنية معينة لدواعٍ أمنية، مما أدى إلى استمرار التصوير خلال فصلي الشتاء والصيف، وأكد شرف الدين أن الفيلم “تم تنفيذه بطاقات شبابيةٍ رائعة وبحماسة كبيرة”، وأن الهدف الأساسي كان “إخراج المُشاهد من حالة اليأس والخوف التي عاشها خلال الأشهر الأخيرة”.
تحدي الأربعة وجوه”.. كارلا مرعي تروي تجربة فريدة في زمن القلق
“جنّ” يضيء سماء لبنان كوميديا تولد من رحم التحديات
بطلة الفيلم كارلا مرعي وصفت تجربتها بأنها بدأت بتحدي تقديم أربع شخصيات مختلفة، لكنها اكتشفت أن “كل يوم تصوير كان تحدّياً بحد ذاته”، مشيرة إلى أنهم كانوا يصلّون “أن ينتهي اليوم بسلام” ويعودون ليطمئنوا على أحبائهم، وأنهم أصبح لديهم “بدل العائلة عائلتان”، وأكدت أن الجميع عملوا “يداً واحدةً لنجاح العمل رغم الظروف الصعبة”، بهدف “رسم الضحكة على وجوه الناس”، مشيرة إلى أن الفيلم يضم “من كل شيء: لحظات كوميدية، درامية، واقعية وعاطفية”، مما سيجذب الجمهور ويجعله “يعيش القصة معنا بكل مشاعرها” ويشعر وكأنه “جزء من المغامرة بين الضحك، التأثر، والتشويق”.
“ضحكة في وجه الخوف”.. المخرج يرى الفيلم وليد التحديات والأمل
“جنّ” يضيء سماء لبنان كوميديا تولد من رحم التحديات
أما مخرج الفيلم عبّاس فضل الله، فأكد أن “هذا الفيلم وُلد بعد تحدياتٍ كبيرةٍ، من وسط الحرب والأوقات الصعبة”، وأن هذا ربما ما دفعهم “للسعي لخلق عمل فني حقيقي”، ولخص تجربته في الفيلم قائلاً: “الضحك والفرح في الأوقات التي كان كلّ شيء من حولنا مخيفاً ومضطرباً”، وأشاد بالعمل مع “فريق مبدع في هكذا ظروف” الذي كان “أكبرَ مكافأةٍ”، مؤكداً أن “كل لحظة كانت تستحق التعب” ومليئة “بالأمل والضحك والكوميديا”، واختتم حديثه شاكراً “فريق الإخراج الرائع” والممثلين والمنتج الذي آمن بالفكرة، مشدداً على أنهم كانوا “السبب الرئيس لنجاح هذا العمل”.
“تجربة فانتازيا فريدة”.. جاد أبو علي يشيد بغرابة القصة والمفاجآت
“جنّ” يضيء سماء لبنان كوميديا تولد من رحم التحديات
بدوره، اعتبر الممثل جاد أبو علي أن الفيلم “تجربة غريبة والأولى من نوعها، خاصة كفيلم فانتازيا”، وأن “المغامرة الإنتاجية في ظلّ الحرب كان لها طابع خاص وترافقت مع ذكريات لا تُنسى”، وأشار إلى أن “ميزة الفيلم تكمن بغرابة العلاقة بين الشخصيات وتركيبة القصة”، مؤكداً أن “الجمهور سيتفاجأ في نهاية الفيلم”.
كوميديا في سماء القصف”.. رانيا عيسى تصف تجربة التصوير المتناقضة
وعن تجربتها في تصوير الفيلم، تساءلت الفنانة رانيا عيسى بتأثر: “هل يمكنكم أن تتخيّلوا كيف كنّا نصوّر فيلماً كوميدياً مع أصوات القصف والطيران فوق رؤوسنا؟!”، ووصفت التجربة بأنها “قوية كلّها مشاعر متناقضة ما بين الفرح والضحك من جهة، والخوف والقلق من جهة أخرى”، مؤكدة أنهم كانوا كفريق “قلباً واحداً وهدفنا واحد وهو إنجاح الفيلم”، وأشارت إلى أن ما يجذب في الفيلم هو أنه “جديد من نوعه وغير مستهلَك”، ويجعل المشاهد “يعيش المغامرة ويأخذه إلى عوالم مليئة بالإثارة والتشويق والضحك”، متوقعة أن “الجمهور سيخرج من الفيلم سعيداً والابتسامة على وجهه بإذن الله”.
مع انطلاق عرضه في الصالات اللبنانية ابتداءً من اليوم، يحمل فيلم “جنّ” keys معه آمالاً كبيرة بأن يضيء سماء السينما اللبنانية بعمل فني يلامس القلوب ويترك أثراً، متحدياً الظروف الصعبة ومقدماً جرعة من الكوميديا والأمل في زمن قد يحتاج إليهما المشاهد أكثر من أي وقت مضى.