
أصبح مسلسل “المنظمة” (تشكيلات) في قلب عاصفة سياسية وفنية بعد قرار شبكة TRT الحكومية التركية فصل الممثلة أيبوكي بوسات من طاقم العمل بسبب دعمها حملة مقاطعة دعا إليها حزب الشعب الجمهوري المعارض. القرار أثار جدلاً واسعًا، خاصة مع الضغوط المتزايدة على نجم المسلسل تولغا ساريتاش لاتخاذ موقف واضح.
إقرأ أيضا:
تفاصيل قرار فصل أيبوكي بوسات من “المنظمة”
أعلنت TRT رسميًا استبعاد بوسات من الجزء الخامس من المسلسل، حيث كانت تلعب دور “نيسليهان”، مع تعديل السيناريو لاستبعاد شخصيتها. جاء القرار بعد نشر الممثلة منشورًا على إنستغرام تدعو فيه لمقاطعة التسوق يوم 2 أبريل، وهو اليوم الذي دعت إليه المعارضة كضغط على الحكومة.
رغم حذف بوسات للمنشور لاحقًا، إلا أن وسائل الإعلام والمدونين وثقوا الصورة قبل إزالتها. وصفت الشبكة موقف بوسات بأنه “مخالف لقيمها”، لكن المعارضة اعتبرته قمعًا للرأي.
ردود الفعل: من التضامن إلى العقوبات
تلقّت أيبوكي بوسات دعمًا واسعًا من شخصيات فنية وسياسية. أوزغور أوزيل، زعيم المعارضة، تعهد بدعم بوسات في مشاريع فنية مستقبلية. كما طالب الكاتب علي آيدن، مؤلف مسلسل “رومي”، بإعادة بوسات أو حذف أعماله، فاستجابت TRT بحذف مسلسله من منصتها TABii.
من جهة أخرى، دفعت هذه الأزمة فنانين آخرين ثمنًا باهظًا. فوركان أنديتش، الشريك العاطفي لبوسات، أُبعد من مسلسل “المراسل الصحفي” بسبب تضامنه معها. هذه الإجراءات أثارت انتقادات واسعة لـ TRT واتهامات بـ”تسييس الفن” وإجبار الفنانين على الصمت.
تولغا ساريتاش تحت الضغط: هل يتضامن أم يصمت؟
يواجه النجم تولغا ساريتاش، بطل المسلسل، موجة ضغط متزايدة من الجمهور والمتابعين للمطالبة بموقف واضح. تعليقات كثيرة على إنستغرام تحثه على دعم زميلته أو حتى الانسحاب تضامنًا معها. صمته حتى الآن أثار انتقادات من مؤيدي المعارضة، بينما يرى آخرون أنه قد يحاول تجنب الاصطدام بالسلطات.
السياق السياسي: مقاطعة 2 أبريل وانقسام تركي
تأتي هذه الأزمة في سياق صراع أوسع بين الحكومة والمعارضة التركية. حملة المقاطعة التي دعت إليها المعارضة يوم 2 أبريل هدفت إلى الضغط اقتصاديًا على الحكومة، وسط اتهامات بـ”تسييس الاقتصاد”. كما تزامنت الأزمة مع احتجاجات واسعة دعماً لإمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الموقوف بتهم فساد، والذي تعتبره المعارضة “مطاردًا سياسيًا”.
تداعيات القرار على مسلسل “المنظمة” والدراما التركية
يطرح قرار فصل أيبوكي بوسات عدة تساؤلات حول مستقبل المسلسل والدراما التركية بشكل عام. كيف ستتعامل الحلقات المقبلة مع غياب شخصية “نيسليهان” بعد تعديل السيناريو؟ وهل سيخسر المسلسل جزءًا من جمهوره بسبب هذا الجدل؟
الأمر الأكثر خطورة هو أن هذه الحادثة قد تشكل سابقة في الوسط الفني التركي، حيث يصبح الفنانون تحت رحمة الانقسامات السياسية، مما قد يحد من حريتهم الإبداعية ويعرّضهم لعقوبات بسبب مواقفهم الشخصية.