اختتمت الحلقة الأولى من مسلسل “النص”، بطولة الفنان أحمد أمين، بجملة أثارت دهشة الجمهور:
“تعتبر نقابة النشالين من أوائل الجمعيات السرية في مصر.”
هذه العبارة ليست مجرد حبكة درامية، بل تستند إلى وقائع تاريخية حقيقية، إذ يُعتقد أن نقابة النشالين كانت بالفعل منظمة سرية، تعمل في الظل خلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكانت تضم نحو 5000 عضو، بينهم 1000 سيدة، مع عدم الكشف عن مقرها أو نقيبها تفاديًا لملاحقة الشرطة.
إقرأ أيضا:
هل كانت “نقابة النشالين” موجودة بالفعل؟
يؤكد الطبيب الإنجليزي سيسيل ألبورت في كتابه “ساعة عدل واحدة” (1946) أن النقابة كانت نشطة في عصر الملكية، حتى أن نشالي القاهرة أعلنوا إضرابًا عن العمل يوم عودة سعد زغلول من منفاه، احترامًا لمكانته الوطنية.
ويوثق الكاتب أيمن عثمان في كتابه “مذكرات نشال”، وهو المصدر الأساسي للمسلسل، حوارًا نادرًا مع نقيب النشالين نشرته مجلة “الاثنين والدنيا” عام 1948. حيث تحدث النقيب عن قوانين النقابة، التي شملت تحديد مناطق العمل لكل عضو، ومنع النشل خلال المناسبات الوطنية، مثل أعياد الملك والجهاد وافتتاح البرلمان.
كيف يتم تدريب النشالين؟
يكشف الكتاب عن وجود مدارس سرية لتعليم النشل، حيث كان يتم تدريب الصبية على سرقة المحافظ والساعات من تمثال مزود بجرس حساس، بحيث يفشل من يُحدث اهتزازًا يؤدي إلى رنين الجرس.
مسلسل “النص”.. دراما تاريخية أم حقيقة منسية؟
يجسد أحمد أمين دور عبد العزيز النص، شيخ النشالين، الذي يدير عصابة متخصصة في سرقة المواطنين خلال الأربعينيات. المسلسل يعكس واقعًا تاريخيًا غامضًا بأسلوب درامي مشوق، ما جعله يثير جدلًا واسعًا منذ عرض حلقته الأولى.
