
عاد مشهد الكيماوي من مسلسل “كونتاك” إلى دائرة النقاش بعد سقوط النظام السوري، حيث كشف المخرج المنفذ للعمل، نور جديني، تفاصيل مثيرة عن الضغوط التي تعرض لها فريق العمل لتصوير المشهد، رغم رفضهم له بدايةً. أثار المشهد الذي صور “فبركة الدفاع المدني” غضب الجمهور السوري، لاعتباره انتهاكًا لحرمة الضحايا واستهزاءً بمجازر الكيماوي.
إقرأ أيضا:
كواليس تصوير مشهد الكيماوي: شهادات تكشف المستور
ماذا حدث في كواليس “كونتاك”؟
كشف المخرج المنفذ، نور جديني، عن كواليس كتابة وتنفيذ مشهد الكيماوي، موضحًا أنه كان جزءًا من أجندة إعلامية تهدف إلى تشويه صورة المعارضة السورية. وأكد أن النص الذي كتبه المؤلف الأصلي كان ضعيفًا وغير مقنع، وطلب تعديله، لكن رفضت إدارة الشركة ذلك.
ضغوط وأوامر من الجهات العليا
أفاد جديني أن فريق العمل، بمن فيهم المخرج والممثلون الرئيسيون، تلقوا “أوامر عليا” لتنفيذ المشهد، رغم اعتراضهم الشديد على مضمونه. وأشار إلى أن الممثلين، مثل أمل عرفة وأمال سعد الدين ومحمد حداقي وحسام تحسين بيك، خضعوا لتلك الضغوط خوفًا من التعرض للتهديد أو المنع من العمل.

اعتذار أمل عرفة للجمهور: محاولة لاحتواء الغضب
ماذا قالت أمل عرفة عن مشهد الكيماوي؟
قدمت الممثلة السورية أمل عرفة اعتذارًا علنيًا للشعب السوري بعد عرض المشهد في رمضان 2019، موضحةً أن الهدف منه كان تسليط الضوء على “تزييف الحقائق” من بعض الأطراف، وليس الاستهانة بضحايا الحرب.
تصريح أمل عرفة حول الخطأ
قالت عرفة في منشور لها:
“أعتذر لأي سوري فتحنا له جرحًا أو ألمًا بسبب مشهد الكيماوي. كان علينا أن نتروى أكثر قبل تصوير هذه اللوحة. لم نقصد الاستهانة بالموت، لكن الخطأ حدث”.
وأشارت إلى أن المشهد كان سيُحذف لو أدرك فريق العمل طريقة ربطه بالأحداث.
الجماهير ترفض الاعتذار: غضب لا يهدأ
رغم اعتذار أمل عرفة، لم يتوقف الغضب الشعبي. اعتبر الجمهور أن اللوحة سخرت من معاناة الضحايا، خاصة ضحايا مجازر الكيماوي التي راح ضحيتها الآلاف. كما رأى البعض أن المسلسل خدم رواية النظام السوري، وأساء للعمل الإنساني الذي تقوم به منظمة “الخوذ البيضاء”.
الفن تحت الضغط: دروس مستفادة من أزمة “كونتاك”
تؤكد أزمة مشهد الكيماوي أن الفن يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين، خاصة عندما يُستغل لتحقيق أجندات سياسية. يجب أن يتحلى الفنانون بالوعي والحساسية عند تناول قضايا تتعلق بمآسي البشر، لأن الفن الحقيقي هو ما يعبر عن معاناة الناس بصدق، دون أن يكون أداة في يد أحد الأطراف.