الزمن السالب
شارك الخبر عبر:

لطالما كانت فكرة “السفر عبر الزمن” شائعة في الأفلام والخيال العلمي، لكن باحثين من جامعة تورنتو في كندا قد أثبتوا وجود مفهوم جديد وغير تقليدي في ميكانيكا الكم: الزمن السالب. هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا لكيفية تصرف الفوتونات في التفاعلات مع المواد، ويطرح تساؤلات جديدة حول طبيعة الزمن نفسه. فما الذي يعنيه وجود “زمن سالب” وهل يفتح هذا الاكتشاف أفقًا جديدًا في الفيزياء؟

 

إقرأ أيضا

صدمة في تركيا: شاب وصديقته يقدمان على الانتحار من شرفة شقتهما

لأول مرة خارج أميركا: كيف ستغير الرياض مستقبل أحداث WWE؟

دبي بلينغ 3: كيف ستغير الشخصيات الجديدة ديناميكية البرنامج؟

أصالة كامل تكشف عن حملها: “جلست أعيط أربعة أيام”

 


1. ما هو الزمن السالب؟

لطالما كانت فكرة الضوء الذي يبدو أنه يخرج من المادة قبل دخوله محل جدل طويل في الفيزياء. كان العلماء يعتقدون أن هذا التأثير ما هو إلا وهم بصري ناتج عن تشويه موجات الضوء بواسطة المادة نفسها. لكن باحثين من جامعة تورنتو أكدوا الآن، من خلال تجارب مبتكرة باستخدام تداخلات الليزر، أن الظاهرة تتجاوز الحدود النظرية لتثبت أن هناك بالفعل “زمن سالب”.

في التجربة، اكتشف العلماء أن الفوتونات التي تمر عبر مادة معينة، مثل البلورات أو السحب من المواد، يمكن أن تُظهر تصرفًا غير تقليدي. وبدلاً من أن تنتقل عبر المادة ثم تخرج منها بعد مدة زمنية معينة، بدت الفوتونات وكأنها تخرج قبل أن تدخل أصلاً!


2. تفسير الظاهرة: كيف يعمل الزمن السالب؟

التفاعل بين الفوتونات والذرات

في الفيزياء الكوانتية، عندما تمر فوتونات الضوء عبر الذرات، تمتص بعضها هذه الذرات ثم تعيد إطلاقها في وقت لاحق. هذه التفاعلات تجعل الذرات تنتقل إلى حالة طاقة أعلى، ما يعرف بـ”حالة الإثارة”، قبل أن تعود مرة أخرى إلى حالتها الطبيعية.

التجربة الكمية: كيف تم اكتشاف الزمن السالب؟

فريق البحث في جامعة تورنتو قام بدراسة الفترة الزمنية التي تبقى فيها الذرات في حالة الإثارة بعد امتصاص الفوتونات. النتيجة التي توصلوا إليها كانت مذهلة: تبين أن هذه الفترة الزمنية كانت أقل من الصفر، مما يعني أن الزمن كان سالبًا.

لنفهم هذا بشكل أبسط، تخيل أننا نتحدث عن سيارات تدخل إلى نفق. عادة، قد نلاحظ أن السيارات تدخل عند وقت معين (مثلاً الساعة 12:00 ظهرًا). ولكن في هذه الحالة، بعض السيارات قد تخرج من النفق قبل أن تدخل أصلاً، مثل الساعة 11:59 صباحًا. هذا يشبه بالضبط ما اكتشفه العلماء فيما يتعلق بتصرفات الفوتونات.


3. تأثيرات ميكانيكا الكم: عالم غير بديهي

الطبيعة الغريبة للجسيمات الكمومية

الجسيمات في عالم الكوانتم لا تتبع القواعد المعروفة التي نراها في حياتنا اليومية. بدلاً من الالتزام بترتيب زمني محدد، يمكن للجسيمات مثل الفوتونات أن تتصرف في فترات زمنية متعددة، بعض منها عادي والبعض الآخر يتحدى الحدس اليومي. هذا يعكس الطبيعة الغامضة وغير البديهية للعالم الكمومي، الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في بعض الأحيان.

هل يعني هذا السفر عبر الزمن؟

على الرغم من أن الاكتشاف يبدو كما لو أنه يشير إلى السفر عبر الزمن، إلا أن الباحثين يؤكدون أن هذه الظاهرة ليست ما نعرفه عن السفر عبر الزمن في أفلام الخيال العلمي. ما يحدث فعلاً هو تلاعب في الزمن داخل نطاقات الميكانيكا الكمومية، وليس انتهاكًا للمبادئ الأساسية مثل نظرية النسبية التي تؤكد أنه لا يمكن لأي شيء أن يسافر أسرع من الضوء.


4. أهمية الاكتشاف: فوائد مستقبلية

التطبيقات المحتملة في الحوسبة الكمومية

قد يكون هذا الاكتشاف له آثار كبيرة في مجال الحوسبة الكمومية. في المستقبل، قد يساعد التلاعب بالحالات الكمومية في تحسين أداء الحواسيب الكمومية. هذا التقدم قد يعزز قدرة الحواسيب على حل المشاكل المعقدة التي تتجاوز قدرة الحواسيب التقليدية.


5. الخاتمة: أفق جديد في فهم الزمن والفيزياء

يشير اكتشاف الزمن السالب إلى أن هناك الكثير من المفاهيم غير المكتشفة في عالم الكم التي قد تفتح أبوابًا جديدة في فهمنا للزمان والمكان. بينما تظل العديد من الأسئلة مفتوحة حول هذه الظاهرة، فإن هذا الاكتشاف يضع أساسًا لفهم أعمق في الفيزياء الكمومية، ويعد بالكثير من التطورات المستقبلية التي قد تكون أكثر إثارة. فهل نحن أمام بداية عصر جديد في الفيزياء؟ الزمن وحده سيكشف.

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *