
في ليلة هادئة سادها سكون الليل، تحوّل دفء الأسرة إلى مشهد دموي مروّع، عندما قرر حسن، الزوج والأب، إنهاء حياة زوجته الشابة أميرة وابنته الصغيرة رقية في جريمة بشعة هزت منشأة ناصر بمحافظة القاهرة عام 2017.
إقرأ أيضا
بداية القصة: حياة هادئة تتحول إلى كابوس
بدأت القصة عام 2012 عندما كانت أميرة تبلغ من العمر 17 عامًا، ووافقت على الزواج من حسن، الذي يكبرها بثماني سنوات. بعد فترة خطوبة قصيرة لم تكمل عامًا، تزوجا وانتقلا إلى شقة في منزل أسرة حسن بمنشأة ناصر. في البداية، بدت الحياة هادئة، خاصة مع ولادة طفلتهما رقية.
لكن سرعان ما بدأت المشكلات تطفو على السطح، خاصة بين أميرة وزوجات أشقاء حسن، مما دفع الزوج إلى الانتقال بشقته إلى منطقة أخرى. ورغم التغيير، لم تتوقف الخلافات، حيث كانت أميرة تُشعل غضب زوجها بتعليقاتها على سلوك زوجة أحد أشقائه، متهمة إياها بتصرفات مخزية.
لحظة الانفجار: القرار المروع
بلغ التوتر ذروته في إحدى الليالي، عندما سمع حسن زوجته تقول بجرأة: “مرات أخوك بتنام مع رجالة.” في تلك اللحظة، قرر إنهاء حياتها. خطط لجريمته بعناية، وحدد موعد تنفيذها ليكون متزامنًا مع حفل زفاف ابنة شقيقه، حتى يُبعد الشبهات عن نفسه.
في تلك الليلة، دخل حسن منزله متسللًا بينما كانت أميرة تغفو بجانب طفلتها. لم يتردد، وأقدم على طعن زوجته طعنات قاتلة. حاولت أميرة المقاومة وهي تحتضن رقية الصغيرة، لكن الأب لم يترك لصرخاتها أي فرصة. استفاقت الطفلة المذعورة على صراخ والدتها، لكنها لم تكن تعلم أن يد والدها ستطالها هي الأخرى.
محاولة تضليل العدالة: مسرحية باردة
بعد تنفيذ جريمته، أغلق حسن المنزل وذهب إلى منزل شقيقه للمشاركة في تجهيزات حفل الزفاف، محاولًا التصرف بشكل طبيعي. لاحقًا، دعا شقيقه إلى منزله ليكتشفا “الجريمة المروعة” معًا.
عند وصولهما، طرق حسن الباب دون أن يفتح أحد. دفعا الباب بالقوة، ليجدا جثتي أميرة وطفلتها غارقتين في الدماء. صرخ حسن مدعيًا الصدمة، وذهب لتحرير محضر في قسم الشرطة.
كشف الحقيقة: الأدلة لا تكذب
رغم محاولة حسن التظاهر بالبراءة، كشفت التحريات تفاصيل الجريمة. أظهرت الكاميرات المحيطة بالمنزل أن حسن غادر المنزل في توقيت الجريمة وعلامات التوتر واضحة عليه. كما أفاد أحد أطفال الجيران بأنه سمع مشاجرة بين حسن وزوجته قبل مغادرته.
مع تضييق الخناق عليه، انهار حسن واعترف بجريمته قائلًا: “ذبحت مراتي وبنتي.. مكنتش عايز أقتل بنتي، لكن صراخها كان هيكشفني.”
مشهد الجريمة: تفاصيل مؤلمة
عند معاينة مسرح الجريمة، عُثر على جثة الطفلة رقية البالغة من العمر 4 سنوات قرب باب غرفة النوم، وقد أصيبت بجرح غائر في الرقبة. أما جثة أميرة، فكانت بجوار السرير ترتدي عباءة سوداء وعليها علامات الطعن في الرقبة.
المشغولات الذهبية التي كانت ترتديها أميرة ظلت سليمة، ما نفى أن تكون الجريمة بدافع السرقة، وأكد أنها كانت نتيجة لخلافات عائلية انتهت بمأساة.