لم يكن بشار الأسد الوريث المتوقع للنظام السوري. شقيقه الأكبر، باسل الأسد، كان مرشحًا لخلافة والده حافظ الأسد. لكن حادث سيارة مأساوي أودى بحياة باسل في عام 1994، مما دفع بشار للعودة من لندن، حيث كان يتدرب كطبيب عيون، ليتعلم فنون السلطة وأعمال العائلة الحاكمة.
إقرأ أيضا
عندما توفي حافظ الأسد في عام 2000، تولى بشار الحكم بدعم من النخبة السورية التي سعت للحفاظ على مصالحها. بدأت فترة حكمه بوعود إصلاحية قصيرة أُطلق عليها “ربيع دمشق“، ولكنها انتهت سريعًا مع عودة القمع واحتكار السلطة.
من الاحتجاجات إلى الحرب: تحول سوريا إلى دولة منهارة
مع اندلاع الربيع العربي في 2011، انتقلت شرارة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات السياسية إلى سوريا. قابل نظام الأسد هذه الاحتجاجات بالقوة المفرطة، مما حوّلها إلى حرب شاملة.
- استخدم النظام أساليب قمعية وحشية، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية والقصف العشوائي للمناطق السكنية.
- تصاعدت الحرب لتصبح ساحة لتدخلات إقليمية ودولية.
دور داعش والمعارضة:
مع الفوضى، صعدت جماعات متطرفة مثل داعش وهيئة تحرير الشام. استغل النظام وجود داعش لتقديم نفسه كخيار أفضل أمام المجتمع الدولي، مما دفع الولايات المتحدة وروسيا لدعم محاربة التنظيمات الإرهابية دون تحدي نظام الأسد مباشرة.
التدخل الروسي: إنقاذ النظام أم تأجيل السقوط؟
بحلول عام 2015، كان الأسد على وشك خسارة السيطرة على البلاد. تدخلت روسيا عسكريًا لدعمه من خلال:
- غارات جوية مكثفة على مواقع المعارضة.
- دعم ميداني مباشر مع قوات النظام وميليشيات حزب الله اللبناني.
هذا التدخل قلب الموازين مؤقتًا لصالح الأسد، لكنه أدى إلى خسائر بشرية فادحة وانتقادات دولية واسعة.
النهاية: انهيار الحلفاء وسقوط الأسد
مع دخول القوات الروسية حرب أوكرانيا في عام 2022 وتضرر حلفاء الأسد (إيران وحزب الله) في صراع مستمر مع إسرائيل، بدأ نظام الأسد بالانهيار تدريجيًا.
بحلول أواخر عام 2024، خرجت المعارضة المسلحة من شمال سوريا مستغلة ضعف النظام.
- هيئة تحرير الشام، التي كانت سابقًا مرتبطة بتنظيم القاعدة، شنت هجومًا واسعًا.
- خلال أسبوعين فقط، فقد الأسد السيطرة وفر إلى روسيا، منهياً نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
الحياة في المنفى: مستقبل قاتم لمجرم حرب
بعد هروبه إلى روسيا، وجد بشار الأسد نفسه في عزلة دولية مع تزايد المطالب بمحاكمته على الجرائم التي ارتكبها نظامه.
- المحاكم الدولية تلاحقه بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
- يعيش الأسد اليوم تحت الحماية الروسية، لكن مصيره يظل مجهولاً، وسط الخوف من العدالة التي قد تصل إليه يومًا ما.