في حديث إعلامي أثار الجدل، كشف وزير الخارجية الإيراني السابق عباس عراقجي عن تفاصيل مثيرة حول الأحداث التي سبقت سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودور الجيش السوري في تلك التحولات المفاجئة. تصريحات عراقجي ألقت الضوء على جوانب غير معروفة من الأزمة السورية، موضحة تأثير المؤامرات الخارجية والقرارات الداخلية على سقوط النظام.
إقرأ أيضا
مخططات خارجية وصراعات إقليمية
بحسب ما صرح به عراقجي، كانت إيران على علم بمخططات خلف الكواليس تقودها الولايات المتحدة و”الكيان الصهيوني” بهدف زعزعة محور المقاومة. وأشار إلى أن التطورات في غزة ولبنان كانت جزءًا من تحركات مستمرة لإضعاف هذا المحور، وأن أجهزة المخابرات الإيرانية والسورية تبادلت المعلومات الدقيقة حول تحركات الفصائل المسلحة في إدلب والمناطق المحيطة بها.
الأسد والجيش السوري: خلافات وتفاجؤ
خلال لقاء جمع عراقجي برفقة مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني مع بشار الأسد، أعرب الأخير عن إحباطه من أداء جيشه. أوضح الأسد أنه لم يكن هناك تحليل واضح يفسر سلوك الجيش السوري خلال المعارك، مشيرًا إلى ضعف الحافز لدى القوات وتأثير الحرب النفسية على الجنود.
عراقجي أكد أن الجيش السوري كان يعاني من مشكلات عميقة، واصفًا أدائه بأنه “غير كافٍ” في مواجهة المعارضة المسلحة. وأضاف أن المعارضة نجحت في استغلال توقيت تحركاتها بدقة، مستفيدة من انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وتوتر العلاقات بين إيران والكيان الصهيوني.
عشاء دمشق الأخير: رسالة للمجتمع
روى عراقجي تفاصيل مثيرة حول تناوله العشاء في أحد مطاعم دمشق خلال الأزمة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة كانت تهدف لإظهار أن الوضع طبيعي. لكنه وصف هذا العشاء بأنه “الأخير”، حيث سرعان ما تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي، وسيطرت المعارضة على مدن رئيسية مثل دمشق وحلب.
سرعة التطورات ومفاجآت المعارضة
عبر عراقجي عن دهشته من السرعة التي انهار بها الجيش السوري، وهو ما أثار تساؤلات دول المنطقة خلال لقاءات دبلوماسية في منتدى الدوحة 2024. وأشار إلى أن العامل الأساسي في نجاح المعارضة كان غياب الصمود من جانب الجيش السوري، وهو ما جعل سقوط حلب حدثًا حتميًا.
موقف إيران من الأزمة السورية
أكد عراقجي أن إيران كانت تنصح النظام السوري دائمًا بالانفتاح على المعارضة لحل الخلافات، لكن بشار الأسد وحكومته أظهروا بطئًا شديدًا في التحرك بهذا الاتجاه، مما ساهم في تأزيم الوضع الداخلي.
وأضاف أن إيران لم تكن تهدف لتحل محل الجيش السوري في معالجة مشكلاته الداخلية، مشيرًا إلى أن المعارضة استفادت من الظروف الإقليمية والدولية لتحقيق مكاسبها.
خلاصة تصريحات عراقجي
تصريحات عباس عراقجي كشفت بوضوح عن التحديات التي واجهها النظام السوري قبل سقوطه، بدءًا من المشكلات الداخلية للجيش وصولًا إلى المؤامرات الإقليمية. ما بين ضعف الجيش، والبطء في اتخاذ القرارات، والظروف الدولية المعقدة، بدا أن النظام السوري كان يعاني من أزمات متعددة الجوانب أدت في النهاية إلى سقوطه.